الجمعة، 17 يونيو 2016

                              أحبه ويحبني

العاطفة في الحياة الزوجية هي الجاذبية التي تشد كلا الزوجين نحو الآخر ، فهي شعور داخلي ناتج من استحسان أوصاف وطبائع وأخلاق الطرف الآخر ، وميل فطري للنواحي الجمالية ، والصفات الخَلقية والخُلقية لشريك المرأة بحاجة إلى ما يخفف عنها عناء الأعمال المنزلية ، والرجل بحاجة إلى ما يخفف عنه متاعب العمل أو الوظيفة ، وكلا منهما بحاجة إلى ما يسري عنه همومه، وبحاجة إلى إحساسه بأن هناك من يعتني به ويراعي مشاعره
وهناك الكثير من الوسائل لتنمية العاطفة وتقوية العلاقة بين الزوجين ، وأعظم طريقة لتقوية هذه العلاقة طاعة الزوجين لربهما وابتعادهما عن المعاصي وقد جعل الله تعالى لكل شيء أسبابه . فما أسباب تنمية الحب بين الزوجين؟!

هذه بعض نقاط غفل أو تغافل عنها بعض الأزواج يجب التركيز عليها
1- الكلام العاطفي الصريح ، واستخدام كلمات الحب والغرام ، فقد روي أن السيدة عائشة كانت تقول : ” سمعت حبيبي صلىالله عليه وسلم يقول كذا وكذا “.
2- مخاطبة شريك الحياة بالكنىوالألقاب التي يحبها وتدليل الأسماء أو ترقيقها أو ترخيمها ، كما روي أنه صلى الله عليه وسلم كان يخاطب السيدة عائشة بقوله : ” يا عائش ” أو ” يا حميراء “.
3- المزاح والمداعبة ، ومقابلة الطرف الآخر بالكلمةالرقيقة والابتسامة الحانية ، وعدم التجهم والعبوس في وجهه دون مبرر ، وهذا من أهم وسائل الترويح عن الطرف الآخر وتخفيف أحزانه ، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يمازح زوجاته ويداعبهن ، وقد ذكر صلى الله عليه وسلم في بعض أحاديثه أن وضع اللقمة في فم الزوجة فيه أجر ومثوبة ، وهو من صورالمداعبة.
4- التغزل في الزوجة وذكر النواحي الجمالية فيها.
5- الإشادة بأخلاق الطرف الآخر وحسن تعامله، وشكره على ما يقدم من خدمات، والإغضاء عن هفواته بتذكر حسناته.
6- إطراء الزوج لحسن اختيار الزوجة للباسها ، وحسن صنيعها في الطعام وحسن ترتيبها لأثاث المنزل ،واهتمامها بشؤون العائلة.
7- حرص الزوجة على التزين الدائم لزوجها،وحرصها على اختيار ما يفضله من اللباس ، وانتقاء ما يميل إليه ذوقه من العطر والزينة وغيرها ، وكذلك الحال بالنسبة للزوج .
8-احترام الزوج لميول زوجته الفكرية واهتماماتها الثقافية، وعدم دفعها أو إجبارها علىالتقيد بنواحي فكرية معينة يميل إليها ، إلا إذا كانت تميل إلى أفكار هدامةمنافية للقيم الدينية والاجتماعية .
9- احترام مشاعر الطرف الآخروأحاسيسه ، والابتعاد عما يكدر خاطره ويجرح مشاعره ، فقد روي أنه صلى الله عليه وسلم قال لصفية بنت حيي – وكان أبوها من اليهود – : ” لقد كان أبوك من أشد الناس عداوة لي حتى قتله الله ” فقالت : يا رسول الله {ولا تزر وازرة وزر أخرى} ، فلم يذكر صلى الله عليه وسلم أباها بعد ذلك بسوء ، حفاظا على مشاعرها واحتراما لأحاسيسها .
10- تبادل الهدايا بين الزوجين في المناسبات ، فإن الهديةمن أكبر أسباب المحبة ، كما قال صلى الله عليه وسلم – ” تهادوا تحابوا ” هدايا الناس بعضهم لبعـض تولد في قلوبهم الوصــالا وتزرع في النفوس هوى وحبا وتكسوهم إذا حضروا جمــــــالا.
11- احترام أهل الطرف الآخر ، والإشادة بهم ، وعدم ذكر عيوبهم والتنقص بهم ، فإنفي ذكر عيوبهم إيذاء للطرف الآخر وتنقص به ، إلا إذا كان على سبيل التحذير من عادة أوخلق معين يتصفون به .
12- الابتعاد عن سوء الظن بشريك الحياة ، أوالتشكيك في سلوكه دون مبررات وأدلة ، فإن شدة الغيرة والمبالغة فيها معول هدم للحياة الزوجية .
وقد يعتقد كثير من الأزواج ، أن بعض هذه الأمور منافية لرجولته ، أو تقلل من هيبته أمام زوجته ، ويرجع اعتقادهم هذا لعوامل نفسية أو تربوية أو اجتماعية ، لكن إذا تأمل هؤلاء سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم أكمل الرجال رجولة وأعلاهم هيبة سيجدوا الأمر بعكس تصورهم ، فقد كانت حياته صلى الله عليه وسلم حافلة بحسن تعامله مع زوجاته وتلطفه بهن ، وكانت العاطفة الصادقة تسود حياته الزوجية ، فقد كان طليق الوجه مبتسما ، ولم يكن متجهما عبوسا ، وهو القائل : ” إن الله يحب السهل اللين القريب ” ، لا كما يفعل بعض الرجال ، يدخل بيته كالوحش الكاسر يملأ البيت صخبا وصراخا ، ولا يعرف إلا الشدة والعنف والغلظة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق