ارتفاع درجة الحرارة و تأثيره على حالتنا
بات ترقب النشرات الجوية أملاً في تنبؤ جديد لتدني درجات الحرارة شغلنا الشاغل، فحتى تنتهي موجة الحر وكيف نواجه تلك الحرارة غير المعهودة بالنسبة لنا أصبح مدار حديثنا، فكلمات التذمر والضيق تتناثر في كل مكان في البيت والشارع ووسائل المواصلات ومكان العمل،
وضيق الخلق وعدم التحمل بات سيد الموقف، ما يؤهب في أحيان كثيرة لاندلاع الشجار بين الأزواج، حيث تقل مسافة التحمل، وتتراجع المشاعر خلف سحابة الحر الصيفي، وتفور الأعصاب بين الذين تضطرهم ظروفهم للعمل تحت حرارة الشمس الحارقة.
فهل من ثمة علاقة بين ارتفاع حرارة الجو وبين حالتنا النفسية..؟!
أكثر قابلية للتوتر والاستثارة
منذ أقدم العهود والإنسان يدرك مدى الارتباط الوثيق بين ارتفاع حرارة الطقس والمزاج لذلك اتخذ كافة السبل للوقاية من حرارة الجو ، سواء باختيار المكان المناسب أو نوع المأكولات والمشروبات، أو من حيث توجهه إلى البحار والأنهار للسباحة والاستجمام، فهذه ليست إلا آليات لشعور الإنسان بالارتياح النفسي للقيام بنشاطاته الاعتيادية، وما كان صنع المكيفات من باب الرفاهية، وإنما لدرئ أي معاناة نفسية من شدة وطأة الحر.
فقد ثبت علمياً أن الجو الحار الرطب يرتبط ارتباطاً مباشراً باضطراب الحالة العقلية ، فالشخص العادي يصبح أكثر قابلية للتوتر، وتسهل استثارته إذا كان متواجداً في طقس حار مشبع بالرطوبة، وكثير من الناس يفقدون السيطرة على انفعالاتهم، وينفد صبرهم، كما أن الجو الحار ونسبة الرطوبة الزائدة تدفع غالباً إلى الكسل، وتحد من النشاط، وهذا ما نجده في البلاد الحارة، بينما يرتبط الجو البارد في البلاد الأخرى بالنشاط و زيادة الانتاج.
زيادة الجرائم والانتحار
وتشير الدراسات إلى أن للحرارة المرتفعة تأثيراً على المزاج وطريقة التفكير والقدرة على التعلم والاستيعاب واتزان السلوك، ففي دراسات أندرسون من عام 1987 و لغاية 2002 ودراسات العالمين بوران وريتشاردسون تبين أن للحرارة تأثيراً على المزاج ومن ثم السلوك مؤدية إلى اضطراب في المزاج والشعور بعدم الارتياح وصعوبة التحمل أو الصبر وقلة التركيز والاستيعاب، ما يؤدي إلى زيادة حدة المزاج والاندفاعية والعصبية ومن ثم العنف لأي مثير حتى لو كان بسيطاً.
وفي دراسة لمدة عشرة أعوام على الجرائم في الولايات المتحدة الأميركية تبين أن معظم الجرائم كانت تقع في المواسم الحارة، وأن الجرائم العنيفة كانت أكثر في المناطق ذات الحرارة الأعلى كالقتل والاغتصاب، أما الجرائم الأقل عنفاً كحوادث السير والاحتيال والسرقة، فتكون في المناطق والمواسم الأقل حرارة.
ويمكن للطقس الحار أن يرفع من احتمال حالات الانتحار، فقد قام باحثون بدراسة أكثر من خمسين ألف حالة انتحار حدثت ما بين العام 1993 والعام 2003، وتبين أنه كلما ارتفعت درجات الحرارة ، وزاد احتمال أن ينهي الأشخاص الذين يمرون بحالات نفسية صعبة حياتهم، وكان معظم الأشخاص المنتحرين في هذه المجموعة، قد انتحروا عندما ارتفعت درجات الحرارة عن نسبة المعدل بكثير.
ارتفاع معدل الخلافات الزوجية
ويبدو أن الأمر لايقتصر على زيادة الجرائم وحالات الانتحار، بل يتعداها إلى زيادة معدل الخلافات الزوجية، فقد وجدت دراسة علمية أجريت في بعض الدول العربية، أن معدل هذه الخلافات تزداد في موسم الصيف بنسبة 65٪ مقابل فصل الشتاء، وأن فصل الصيف يستحوذ على نصف حالات الطلاق التي تقع على مدار العام، وتقول هذه الدراسات التي أجريت على 1700 أسرة أن السبب وراء هذه الخلافات الصيفية، يرجع إلى الحالة المزاجية السيئة التي قد تصيب الأسرة في فصل الصيف، لما يصاحبه من ارتفاع نسبة الرطوبة في الجو، والتي تزيد بدورها من معدلات ضغط الدم، وتصعب عملية التنفس، ما يؤدي في النهاية إلى حالة الضيق التي تندلع بعدها الخلافات، وقد تكون لأسباب لا تستحق.
وأخيراً.. حر أو برد، كلاهما يصعب علينا تحمله عندما يزيد عن حده الطبيعي، ولكن علينا أن نتكيف مع الواقع شئنا أم أبينا، فنحن محكومون بتقلبات الطقس، وما علينا إلا التمسك بالأمل والتفاؤل وقبول الحياة والإيمان بحكمة الخالق بتعاقب فصول السنة.
بات ترقب النشرات الجوية أملاً في تنبؤ جديد لتدني درجات الحرارة شغلنا الشاغل، فحتى تنتهي موجة الحر وكيف نواجه تلك الحرارة غير المعهودة بالنسبة لنا أصبح مدار حديثنا، فكلمات التذمر والضيق تتناثر في كل مكان في البيت والشارع ووسائل المواصلات ومكان العمل،
وضيق الخلق وعدم التحمل بات سيد الموقف، ما يؤهب في أحيان كثيرة لاندلاع الشجار بين الأزواج، حيث تقل مسافة التحمل، وتتراجع المشاعر خلف سحابة الحر الصيفي، وتفور الأعصاب بين الذين تضطرهم ظروفهم للعمل تحت حرارة الشمس الحارقة.
فهل من ثمة علاقة بين ارتفاع حرارة الجو وبين حالتنا النفسية..؟!
أكثر قابلية للتوتر والاستثارة
منذ أقدم العهود والإنسان يدرك مدى الارتباط الوثيق بين ارتفاع حرارة الطقس والمزاج لذلك اتخذ كافة السبل للوقاية من حرارة الجو ، سواء باختيار المكان المناسب أو نوع المأكولات والمشروبات، أو من حيث توجهه إلى البحار والأنهار للسباحة والاستجمام، فهذه ليست إلا آليات لشعور الإنسان بالارتياح النفسي للقيام بنشاطاته الاعتيادية، وما كان صنع المكيفات من باب الرفاهية، وإنما لدرئ أي معاناة نفسية من شدة وطأة الحر.
فقد ثبت علمياً أن الجو الحار الرطب يرتبط ارتباطاً مباشراً باضطراب الحالة العقلية ، فالشخص العادي يصبح أكثر قابلية للتوتر، وتسهل استثارته إذا كان متواجداً في طقس حار مشبع بالرطوبة، وكثير من الناس يفقدون السيطرة على انفعالاتهم، وينفد صبرهم، كما أن الجو الحار ونسبة الرطوبة الزائدة تدفع غالباً إلى الكسل، وتحد من النشاط، وهذا ما نجده في البلاد الحارة، بينما يرتبط الجو البارد في البلاد الأخرى بالنشاط و زيادة الانتاج.
زيادة الجرائم والانتحار
وتشير الدراسات إلى أن للحرارة المرتفعة تأثيراً على المزاج وطريقة التفكير والقدرة على التعلم والاستيعاب واتزان السلوك، ففي دراسات أندرسون من عام 1987 و لغاية 2002 ودراسات العالمين بوران وريتشاردسون تبين أن للحرارة تأثيراً على المزاج ومن ثم السلوك مؤدية إلى اضطراب في المزاج والشعور بعدم الارتياح وصعوبة التحمل أو الصبر وقلة التركيز والاستيعاب، ما يؤدي إلى زيادة حدة المزاج والاندفاعية والعصبية ومن ثم العنف لأي مثير حتى لو كان بسيطاً.
وفي دراسة لمدة عشرة أعوام على الجرائم في الولايات المتحدة الأميركية تبين أن معظم الجرائم كانت تقع في المواسم الحارة، وأن الجرائم العنيفة كانت أكثر في المناطق ذات الحرارة الأعلى كالقتل والاغتصاب، أما الجرائم الأقل عنفاً كحوادث السير والاحتيال والسرقة، فتكون في المناطق والمواسم الأقل حرارة.
ويمكن للطقس الحار أن يرفع من احتمال حالات الانتحار، فقد قام باحثون بدراسة أكثر من خمسين ألف حالة انتحار حدثت ما بين العام 1993 والعام 2003، وتبين أنه كلما ارتفعت درجات الحرارة ، وزاد احتمال أن ينهي الأشخاص الذين يمرون بحالات نفسية صعبة حياتهم، وكان معظم الأشخاص المنتحرين في هذه المجموعة، قد انتحروا عندما ارتفعت درجات الحرارة عن نسبة المعدل بكثير.
ارتفاع معدل الخلافات الزوجية
ويبدو أن الأمر لايقتصر على زيادة الجرائم وحالات الانتحار، بل يتعداها إلى زيادة معدل الخلافات الزوجية، فقد وجدت دراسة علمية أجريت في بعض الدول العربية، أن معدل هذه الخلافات تزداد في موسم الصيف بنسبة 65٪ مقابل فصل الشتاء، وأن فصل الصيف يستحوذ على نصف حالات الطلاق التي تقع على مدار العام، وتقول هذه الدراسات التي أجريت على 1700 أسرة أن السبب وراء هذه الخلافات الصيفية، يرجع إلى الحالة المزاجية السيئة التي قد تصيب الأسرة في فصل الصيف، لما يصاحبه من ارتفاع نسبة الرطوبة في الجو، والتي تزيد بدورها من معدلات ضغط الدم، وتصعب عملية التنفس، ما يؤدي في النهاية إلى حالة الضيق التي تندلع بعدها الخلافات، وقد تكون لأسباب لا تستحق.
وأخيراً.. حر أو برد، كلاهما يصعب علينا تحمله عندما يزيد عن حده الطبيعي، ولكن علينا أن نتكيف مع الواقع شئنا أم أبينا، فنحن محكومون بتقلبات الطقس، وما علينا إلا التمسك بالأمل والتفاؤل وقبول الحياة والإيمان بحكمة الخالق بتعاقب فصول السنة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق